
يسود الخطاب السياسي وتغلب عليه لغة «الغلبة»، سواء إعلان القدرة، أو في أقلّها الرغبة وأدنى منها الحلم، وفي مرتبة أدنى التمنّي، بالسيطرة على الطرف الآخر وإخراجه من المشهد السياسي التونسي. هذا الخطاب القائم على «تدنيس» الطرف المقابل أو الأطراف الأخرى، ومن ثمّة «تقديس» الذات، ينفي بل ويتنافى مع الديمقراطيّة، التي تعتمد «الغلبة» بالصندوق لكنّها (وهنا الأهميّة) تضمن بالدستور خاصّة وبما هي التقاليد الديمقراطية عامّة، فتح أمام من تمّ إقصاؤه، ليس باب الرجوع إلى السلطة بالضرورة، بل إمكانية العود إلى الحكم، في حال تمكّن من الفوز بالصندوق، في حين أنّ الخطاب الغالب على الساحة السياسيّة في تونس حاليا يعتمد مفهومًا وحيدًا بل يتيمًا : «جميع مشاكل تونس في الماضي والحاضر وقادم الأيّام، تقف وراءها هذه الجهة أو تلك الأطراف، ومن ثمّة يمثّل إقصاءها عن الساحة السياسيّة، وحرمانها من حقّ المشاركة في الانتخابات الحلّ الأوحد لتكون (وفي رواية أخرى تعود) تونس جنّة على وجه الأرض.
عود على بدء
أشبه بحجر سيزيف في الأساطير الإغريقية الذي كلمّا صعد به إلى الأعلى، عاد وتدحرج إلى الأسفل، تعاود الطبقة السياسيّة خصوماتها، ليس فقط بين الفرق الأيديولوجية والأحزاب السياسيّة، بل داخل جميع الكيانات السياسيّة تقريبًا، حين لا تزال (وهنا جزء من الخطر) العداوات تبدو ثمّ تختفي وعلى أساسها أو بسببها، تنبت وتنمو تحالفات جديدة، بعض أشبه بالفراشات التي لا تعيش سوى زمنًا قصيرًا.
هل الرؤية منعدمة؟
حين نلاحظ حال الانفلات الذي تعيشه البلاد على المستوى السياسي، من عجز الطبقة السياسيّة بكاملها عن الذهاب إلى حلّ يخلّص البلاد والعباد من حال الانسداد الذي تعيشه، وفي الآن ذاته نلاحظ، خطورة الوضع بل الأوضاع على جميع المستويات، سواء السياسيّة والاقتصاديّة ومن ثمّة الاجتماعيّة وحتّى النفسانيّة، وبالتالي امكانيّة انفلات الأمر من بين يدي من يمسكون دواليب السلطة، يتأكد أمام الجميع وبالعين المجرّة ما يلي في الآن ذاته :
أوّلا : استحالة وصول هذه النخب (وفق المعادلة القائمة والمواقف التي نراها) إلى اتفاق، على الأقل يضع البلاد على السكّة التي تمتدّ (وإن كان بعد أمد) إلى الحلّ الكامل لجميع المشاكل،
ثانيا : لا حلّ لهذه البلاد خارج وصول جميع الأطراف، خاصّة الفاعلة والفعّالة إلى اتفاق يبعد البلاد ويبتعد بها (وإن كان تدريجيا) عن منطق انفلات الوضع الاجتماعي بالكامل ودون رجعة.
تلاقي «الاستحالة» مع «الوجوب» يولّد توتٍّرا عند جميع الأطراف، التي تدرك بالغريزة، أنّ الانغماس في ما تعيشه البلاد من معارك «دون كيشوت» ليس فقط عديم النفع، لكن المصيبة بل هي الطامّة العامّة، تكمن في العجز (لدى الجميع) عن الارتقاء من «الإدراك بالغريزة» إلى «الوعي المعرفي» لتنطلق صفّارة الإنذار، أنّ العدّ التنازلي قد انطلق، أشبه بساعة الرمل، مع استحالة عكس الجاذبية والعود بالرمل إلى فوق.
"لوح" و "حديد": قصة حب تونسية تصنع المشاريع وتتحدى الصعاب
يوشيرو موري يعلن استقالته من رئاسة اللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو
الوسلاتي: الانتخابات في موعدها.. الوحيشي الأقرب لخلافة اليعقوبي وملفات اليونسي لم تعد أولوية
السلالة الجديدة من فيروس كورونا في الأمازون معدية أكثر بثلاث مرات من السلالات الأصلية
لماذا تتخفّى النهضة وراء المشيشي؟
من هو الوزير الخامس الذي يصرُّ سعيّد على استقالته؟
خشب الخلنج في طبرقة كنز صانع الغليون الوحيد في تونس
المدير العام لشركة "السوناد": التزود بالمياه في تونس أصبح أكثر صعوبة بفعل تواتر فترات الجفاف
مونديال الأندية: تيغريس يقف بين بايرن ميونيخ وبين السداسية في موسم واحد
كلّ يعتصر من الدستور ما شاء من الفتاوى
ليبيا تقطع الخطوة الأولى في اتجاه تشكيل حكومة وحدة وطنية
ما بات يعرفه المشيشي: انتهت حلول الخبراء، والأمرُ متروك لـ.. الاستقالة!
ليبيا.. ذلك الجار المنسي!
مسلسل تلفزيوني عن العائلة المالكة السويدية بعد نجاح "ذي كراون"
البريمرليغ: مهمة شبه مصيرية لليفربول بمواجهة مانشستر سيتي
لماذا لا يتحرك القضاء التونسي للبتّ في الجرائم الانتخابية؟
الانطلاق في شحن 90 مليون جرعة من لقاح كورونا لإفريقيا في فيفري
أين القضاء في حرب السياسة بسلاح الفساد ؟
مانك يتصدر السباق لجوائز غولدن غلوب والمخرجات في الواجهة
التونسيون بين ترقب وارتياب بانتظار وصول لقاح كورونا