
يمكن الجزم أنّ إقدام رئيس الحكومة هشام المشيشي على إعفاء مجموعة من الوزراء، يمثّل «حلاّ»، لكن بالتأكيد ليس «الحلّ» القادر على «تطبيع» الأمور بين قصري القصبة وقرطاج وبصفة جمليّة تنقية الأجواء بين الرئاسات الثلاث. كذلك، من التأكيد وما لا يقبل الجدل أنّ عقل وعقليّة هشام المشيشي ليسا في وضع سيكولوجي يسمح له ويمكنّه من التفكير أبعد من الحلول السريعة والعاجلة.
انفرط العقد
التوتّر الذي صار طاغيا وسخونة الأجواء التي نشاهدها عبر التصريحات المتبادلة، تدفع الجميع وخاصّة رئيس الوزراء، ليس للبحث عن «حلّ»، بل إلى «النجاة» من الفخّ المنصوب له من قبل رئيس الجمهوريّة قيس سعيّد، حين رفض هذا الأخير استقبال الوزراء المعيّنين والحاصلين على تزكية مجلس نوّاب الشعب لأداء اليمين الدستوري أمامه. المشيشي (بلغة كرة القدم) وضع الكرة في مرمى منافسه، وأخرج الفريق الوزاري بعيدا وخارج الملعب الرئاسي، وحرم بالتالي رئيس الجمهوريّة من التعليق والاشتراط واصدار الأحكام، سواء الدستوريّة أو السياسيّة أو حتّى الأخلاقيّة.
المؤقّت، هل يدوم؟
مهما يكن التوصيف الذي يمكن أن نطلقه على الشكل الحالي لحكومة المشيشي، إلاّ أنّ الجزم قائم بأنّ الوضع «غير عادي»، حين يأتي هذا الشكل (في جميع الدول) «استثنائيا» أو هو «مؤقت» تمليه ظروف قاهرة، تجعل منه، مجرّد «فاصل» قصير، والحال أنّه جاء (في تونس) استجابة أو هو إجابة ليس عن «حالة استثنائيّة» (تقليديّة) بل (وهنا الأهميّة) مجرّد «حيلة فقهيّة» لتجاوز «عقدة قيس سعيّد». لكن من الصعب أو بالأحرى من المكلف جدّا على مستوى التوازنات السياسيّة في البلاد، القول بدوام هذا الحال، دون إغفال (وهذا الأهمّ) صورة البلاد على المستوى الإقليمي وكذلك الدولي وأساسًا صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
من ذلك، بالقدر الراحة التي يحسّ بها هشام المشيشي وقد تنفّس الصعداء وقد غادر «منطقة الخطر» وتخلّص من الوضع الدفاعي الذي وضعه فيه قيس سعيّد إلى حال من «التوازن»، بقدر الجزم أنّ «التوازن» الراهن شديد الهشاشة وقائم على أسس رخوة.
وضع المربّع
علميّا، يمكن الجزم أنّ الخطوة التي أقدم عليها هشام المشيشي، تحمل «بعدًا عسكريّا»، حين تعمد الجيوش إلى «أشكال دفاعيّة» تحدّ من المجالات الممنوحة أمام الأعداء للنفاذ إلى داخل هذه الجيوش، فقد كانت جيوش الامبراطوريّة الرومانيّة تعمد إلى «وضع السلحفاة» بمعنى تغطية جميع نقاط الضعف التي يمكن للعدوّ أن ينفذ منها. كما كان نابليون بونابرت يأمر باتّخاذ «وضع المربّع» أي وضعيّة دفاع من جميع الجهات دون استثناء، ومن ثمّة تقليل إلى أبعد حدود من الخسائر، والعمل على استنزاف العدوّ والإكثار من الخسائر بين صفوفه، و(ربّما) قلب النتيجة.
في الوقت الضائع
من الأكيد وما لا يقبل الجدل أنّ هشام مشيشي ربح «نقلة» بمنطق الشطرنج. كذلك لا ضامن أن يمتدّ مفعول هذا «السحر» إلى 2024 موعد الانتخابات التشريعيّة القادمة. لكنّ الأكيد وما يقبل الجدل أنّ هشام المشيشي قد أخرج رأسه من حبل قيس سعيّد ليضعه في فمّ الحزام السياسي الذي صار المتحكم الأوحد في وجود رئيس الحكومة في قصر قرطاج.
ليكون السؤال : هل راشد الغنوشي أرحم به من قيس سعيّد؟
"لوح" و "حديد": قصة حب تونسية تصنع المشاريع وتتحدى الصعاب
يوشيرو موري يعلن استقالته من رئاسة اللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو
الوسلاتي: الانتخابات في موعدها.. الوحيشي الأقرب لخلافة اليعقوبي وملفات اليونسي لم تعد أولوية
السلالة الجديدة من فيروس كورونا في الأمازون معدية أكثر بثلاث مرات من السلالات الأصلية
لماذا تتخفّى النهضة وراء المشيشي؟
من هو الوزير الخامس الذي يصرُّ سعيّد على استقالته؟
خشب الخلنج في طبرقة كنز صانع الغليون الوحيد في تونس
المدير العام لشركة "السوناد": التزود بالمياه في تونس أصبح أكثر صعوبة بفعل تواتر فترات الجفاف
مونديال الأندية: تيغريس يقف بين بايرن ميونيخ وبين السداسية في موسم واحد
كلّ يعتصر من الدستور ما شاء من الفتاوى
ليبيا تقطع الخطوة الأولى في اتجاه تشكيل حكومة وحدة وطنية
ما بات يعرفه المشيشي: انتهت حلول الخبراء، والأمرُ متروك لـ.. الاستقالة!
ليبيا.. ذلك الجار المنسي!
مسلسل تلفزيوني عن العائلة المالكة السويدية بعد نجاح "ذي كراون"
البريمرليغ: مهمة شبه مصيرية لليفربول بمواجهة مانشستر سيتي
لماذا لا يتحرك القضاء التونسي للبتّ في الجرائم الانتخابية؟
الانطلاق في شحن 90 مليون جرعة من لقاح كورونا لإفريقيا في فيفري
أين القضاء في حرب السياسة بسلاح الفساد ؟
مانك يتصدر السباق لجوائز غولدن غلوب والمخرجات في الواجهة
التونسيون بين ترقب وارتياب بانتظار وصول لقاح كورونا