
ليس طعنا في نوايا وزير الدفاع الوطني السيد إبراهيم البرتاجي، ولا تكذيبا لقوله في البرلمان بأنّ المحتجّين في منطقة الساحل هم من «الضيوف» [أي الأغراب عن المنطقة]، لأنّ وزير سيادة بحجم وزارة الدفاع الوطني يملك من أجهزة جمع المعلومات والاستشعار ما لا يملك قوله، بل (وهنا لبّ المسألة) على السياسي المتمرّس أو المدرك لأهميّة منصبه، خاصّة من يحتل منصب وزير الدفاع أن يدرك ما يلي :
أوّلا : أنّ العيون شاخصة نحوه، خاصّة إبان فترة متوترة مثل التي تعيشها تونس، وعلى الأخصّ المكانة التي تحتلها المنظومة العسكريّة سواء على مستوى القيمة الاعتباريّة أو المكانة الفعليّة والفاعلة لهذه المؤسّسة، خاصّة منذ 17 ديسمبر 2010.
ثانيا : أيّ تصريح (مهما كان) يصدر عن وزارة الدفاع الوطني، سواء كان الوزير ذاته، أو الناطق الرسمي أو أيّ منصب أخر وحتّى القيادات الميدانية، ستتلقفه وسائل الإعلام المحليّة والدوليّة وتعتبره معلومة أو موقفا ذات أهميّة قصوى.
ثالثًا : توتّر الوضع وانفتاح المشهد على المجهول يجعل أيّ تصريح شديد الأهميّة، سوى على مستوى تخفيض منسوب هذا التوتّر أو النفخ فيه...
من القول ما قتل
من ذلك لا يمكن ولا يجب مناقشة تصريح الوزير (مهما كان التصريح في المطلق) من منطلق الصواب أو الخطأ، بل (وهنا السؤال) عن أهميّة أو بالأحرى فائدة إصدار مثل هذا التصريح في مثل هذا التوقيت، وما هو المرمى من ذلك؟ خاصّة وأنّ النعرات الجهويّة عادت لتبرز من جديد، مع تراجع نفوذ الدولة القُطريّة، ممّا رفع من منسوب هذه النعرات.
كذلك، يعلم أيّ وزير مهما تكن الوزارة وخاصّة وزارات السيادة، وعلى الأخص الداخليّة والدفاع أنّ على مكتبه ومكاتب مستشاريه والمسؤولين العاملين معه، عشرات بل مئات المعلومات المدرجة تحت خانة «سرّي مطلق»، لا يجوز تعميمها خارج نطاق يضيع ويتوسّع بحسب أهميّة المعلومة وكذلك رتبة المخوّل بالاطلاع والمركز الذي يحتلّه، ومن ثمّة يمكن الجزم أنّ إحدى شروط تقلّد وزارة بأهميّة وزارة الدفاع الوطني، أن يملك الوزير «حاسّة سادسة» تمكنه في رمش العين من الفرز بين ما يمكن (أو حتّى يجب) التصريح به، وبين ما يجوز التلميح له وبأيّ درجة، وختامًا ما لا يجوز التصريح أو حتّى التلميح له ثم الاضطرار للاعتذار عنه وطلب سحبه من مداولات مجلس نواب الشعب.
في البدء.. كانت الدولة..
خطورة أيّ قول أو تصريح، خاصّة من شخصيّة رسمية تحتل موقعًا في الدولة، لا تكمن في القول ذاته، بل في أنّ وسائل الإعلام ومن ورائها وأحيانًا عديدة من قبلها مواقع التواصل الاجتماعي :
أوّلا : لا تفوّت فرصة مهما كانت هيّنة لالتقاط أيّ تصريح أو إشارة أو أيّ تعبير مهما كان شكله، لتجعل منه مادّة متاحة للجميع.
ثانيا : ارتفاع حجم التعليقات وردود الفعل، السلبيّة خاصّة، سواء من هم عن حسن نيّة وصفاء سريرة، يعتبرون أنّ التصريح مسّهم أو هو انتقص من مقامهم، أو من هم (لغاية أو لأخرى) يسعون لتعكير الأجواء مهما تباينت الأهداف. الشيء الذي قد يدفع الرأي العام في اتجاه معاد للدولة برمتها.
وجب على أيّ مسؤول يحتلّ صدارة المسؤوليّة أن يعي أنّ أيّ شكل من أشكال التعبير موقف والصمت كذلك. لذلك (قد) يفعل الارتجال بصاحبه ما لا يفعله العدوّ بعدوّه.
"لوح" و "حديد": قصة حب تونسية تصنع المشاريع وتتحدى الصعاب
يوشيرو موري يعلن استقالته من رئاسة اللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو
الوسلاتي: الانتخابات في موعدها.. الوحيشي الأقرب لخلافة اليعقوبي وملفات اليونسي لم تعد أولوية
السلالة الجديدة من فيروس كورونا في الأمازون معدية أكثر بثلاث مرات من السلالات الأصلية
لماذا تتخفّى النهضة وراء المشيشي؟
من هو الوزير الخامس الذي يصرُّ سعيّد على استقالته؟
خشب الخلنج في طبرقة كنز صانع الغليون الوحيد في تونس
المدير العام لشركة "السوناد": التزود بالمياه في تونس أصبح أكثر صعوبة بفعل تواتر فترات الجفاف
مونديال الأندية: تيغريس يقف بين بايرن ميونيخ وبين السداسية في موسم واحد
كلّ يعتصر من الدستور ما شاء من الفتاوى
ليبيا تقطع الخطوة الأولى في اتجاه تشكيل حكومة وحدة وطنية
ما بات يعرفه المشيشي: انتهت حلول الخبراء، والأمرُ متروك لـ.. الاستقالة!
ليبيا.. ذلك الجار المنسي!
مسلسل تلفزيوني عن العائلة المالكة السويدية بعد نجاح "ذي كراون"
البريمرليغ: مهمة شبه مصيرية لليفربول بمواجهة مانشستر سيتي
لماذا لا يتحرك القضاء التونسي للبتّ في الجرائم الانتخابية؟
الانطلاق في شحن 90 مليون جرعة من لقاح كورونا لإفريقيا في فيفري
أين القضاء في حرب السياسة بسلاح الفساد ؟
مانك يتصدر السباق لجوائز غولدن غلوب والمخرجات في الواجهة
التونسيون بين ترقب وارتياب بانتظار وصول لقاح كورونا